
طهران: سننتقم منهم وسنعبر حدود باكستان لشن عملية عسكرية
كررت إيران أمس اتهاماتها لبريطانيا وأمريكا، وزادت عليها باكستان لضلوعهم في الهجوم الدموي على الحرس الثوري البارحة الأولى، فيما يبدو أنه بوادر أزمة دبلوماسية في العلاقات بين طهران وإسلام آباد، والأخطر من ذلك ماذكره أمس قائد الحرس الثوري الإيراني الجنرال محمد علي جعفري من أن الجماعة التي يلقى باللوم عليها في الهجوم على صلة بالمخابرات الأمريكية والبريطانية والباكستانية. وأضاف '' ستكون هناك إجراءات انتقامية لمعاقبتهم''.
كما أعلن جعفري أن إيران ستطلب من باكستان تسليمها عبد المالك ريجي زعيم مجموعة ''جند الله'' السنية التي تبنت الاعتداء. مضيفا أن وفدا إيرانيا سيتوجه إلى باكستان لتسليم ''دليل لهم لكي يعلموا أن الجمهورية الإسلامية مدركة للدعم الذي تقدمه (باكستان)'' لمجموعة جند الله. من جهته، قال النائب الأول لرئيس مجلس الشورى الإيراني محمد حسن أبوترابي أمام البرلمان إن ''الجريمة الرهيبة التي وقعت في سيستان-بلوشستان نفذت مع دعم مباشر من أمريكا المجرمة والمرتزقة التابعين لها''. وكان سبعة من قادة الحرس الثوري في عداد 42 شخصا على الأقل قتلوا في الاعتداء حين فجر انتحاري نفسه في بلدة بيشين قرب الحدود مع باكستان في محافظة سيستان- بلوشستان في جنوب شرقي البلاد. وقال الجنرال محمد بكبور قائد سلاح البر في الحرس الثوري للتلفزيون الإيراني إن واشنطن ولندن قامتا ''بتدريب وتجهيز'' الأشخاص الذين نفذوا الهجوم ضد الحرس الثوري.
وأضاف أن ''الإرهابيين تلقوا تدريبهم في دولة مجاورة من قبل الأمريكيين والبريطانيين'' مضيفا أن ''أعداء الجمهورية الإسلامية الإيرانية لا يمكنهم تقبل الوحدة في البلاد''.
وبعد ساعات على الهجوم الانتحاري في محافظة سيستان- بلوشستان قال الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد إنه تم تدبيره في باكستان المجاورة.
ونقلت وكالة فارس عن أحمدي نجاد قوله ''لقد أدركنا أن بعض العناصر في باكستان تتعاون مع أبرز العناصر الضالعة في الحادث الإرهابي ونعتبر أنه من حقنا المطالبة بتسليم هؤلاء المجرمين''. وأضاف ''نريد من الحكومة الباكستانية ألا تؤخر اعتقال أبرز عناصر هذا العمل الإرهابي لوقت إضافي''.
وسبق أن هاجمت مجموعة ''جند الله'' التي يتزعمها عبد المالك ريجي التي تنشط في تلك المنطقة، الحرس الثوري، قوة النخبة التي تشكلت بعد الثورة الإسلامية عام 1979.
وقال مدعي زاهدان عاصمة محافظة سيستان- بلوشستان محمد مرزياه إن الاعتداء الانتحاري تم بـ ''موافقة'' ريجي.
وأجمعت الصحافة الإيرانية المحافظة والإصلاحية أمس على إدانة التفجير. وعنونت صحيفة ''إيران'' التابعة للحكومة على صفحتها الأولى ''مؤيدو الوحدة استهدفوا من قبل الإرهابيين'' ونشرت صورة للجنرال نورعلي شوشتري نائب قائد سلاح البر في الحرس الثوري الذي قتل في الانفجار. وعنونت صحيفة ''اعتماد'' الإصلاحية ''استشهاد أربعة قادة من الحرس الثوري''. وقدم زعيم المعارضة الإيراني مهدي كروبي أيضا تعازيه في الضحايا. من ناحيته، أثار نائب برلماني إيراني أمس احتمال شن عملية عسكرية عبر الحدود مع باكستان لتعقب '' جماعة إرهابية'' اتهمت بارتكاب الهجوم.
ونقلت وكالة أنباء الطلبة عن النائب بيمان فروزش قوله ''هناك إجماع على مشاركة قوات الحرس الثوري وقوات الأمن في عمليات في أي مكان تراه ضروريا'' في إشارة فيما يبدو إلى اتفاق النواب حول هذه المسألة. وأضاف ''هناك إجماع حتى على أن تجرى هذه العمليات في الأراضي الباكستانية''. وفروزش نائب عن إقليم سستان وبلوخستان الذي شهد الهجوم.
على صعيد آخر، تلقى وزير الداخلية الإيراني مصطفى محمد نجار اتصالا هاتفيا من نظيره الباكستاني رحمان ملك جرى خلاله بحث التفجير. وذكرت وكالة الأنباء الإيرانية أمس أن وزير الداخلية الباكستاني أكد لنظيره الإيراني أن إسلام آباد ستتابع هذا الموضوع, وستواصل محاربة الإرهاب وتضع حدا للانفلات الأمني على حدودها مع إيران. وأشارت إلى أن وزير الداخلية الباكستاني كان قد اتصل في وقت سابق بسفير إيران في إسلام آباد ما شاء الله شاكري وأعرب له عن أسفه لسقوط ضحايا في التفجير الإرهابي، وشدد على أن إيران وباكستان لديهما تعاون مشترك في مجال الأمن على الحدود وسيقومان بتعزيز هذا التعاون.
وكانت باكستان قد أدانت الهجوم الانتحاري ونفت تلميحات الرئيس الإيراني إلى تعاون ''بعض رجال الأمن'' في باكستان مع المفجرين. وقال عبد الباسط المتحدث باسم وزارة الخارجية الباكستانية لصحيفة ديلي تايمز ''باكستان لا تتورط في أنشطة إرهابية..إننا نناضل لاستئصال هذا الخطر''.
وذكر مكتب رئيس الوزراء الباكستاني سيد يوسف جيلاني أن جيلاني أدان بشدة ''العمل الإرهابي المروع'' الذي وقع في إيران، وظلت العلاقات بين إيران وباكستان طيبة بوجه عام خلال السنوات الأخيرة وتتعاون الدولتان بشأن خطط لبناء خط أنابيب للغاز الطبيعي. ولكن التلفزيون الرسمي الإيراني قال إن إيران اتهمت في الماضي باكستان باستضافة أعضاء في جماعة ''جند الله'' السنية المتمردة. على صعيد ذي صلة، عرض الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف أمس مساعدته على نظيره الإيراني محمود أحمدي نجاد في ''مكافحة الإرهاب والتطرف'' بعد الاعتداء.
وأكد مدفيديف في رسالة تعزية وجهها إلى الرئيس الإيراني ونشرها الكرملين أن ''مكافحة التهديدات المرتبطة بالإرهاب والتطرف أيا كان مصدرها تتطلب توحيد كل القوى في البلاد''.
وأضاف ''نحن مستعدون للتعاون مع الجمهورية الإسلامية في مكافحة هذه التهديدات''. وأكد مدفيديف أنه ''تلقى باستياء'' نبأ مقتل ''عشرات العسكريين والمدنيين الأبرياء'' في الاعتداء.
وقال ''أدين بقوة هذه الجريمة الجديدة للمتطرفين وإنني واثق من أنه سيتم العثور على مدبريها ومنفذيها ومحاكمتهم''.
وكالة أنباء بلوشستان المحتلة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق