
ادارة اوباما تطلب من باكستان ضرب مجلس شورى ملا عمر بكويتا بلوشستان والا نفذته بنفسها
لندن : تحدث ضابط سابق في قوات حلف شمال الاطلسي 'الناتو' عن قيام القوات الامريكية الخاصة بسلسلة من العمليات السرية داخل المناطق القبلية الباكستانية كجزء من الحرب السرية على المناطق الحدودية التي تقوم بها امريكا لتنفيذ برنامج ملاحقة وقتل افراد القاعدة. وقال الضابط ان عمليات التوغل التي تستخدم فيها المروحيات ويتسلل فيها افراد القوات الخاصة عبر الحدود الباكستانية والتي حدث اخرها قبل فترة وتقوم بها الولايات المتحدة منذ عام 2003 لاتعلم بها الحكومة الباكستانية.
ونقل عن الضابط قوله ان الباكستانيين عادة ما يتركون في الظلام وهي من الاشياء التي 'عادة ما لا نؤكد وقوعها لهم' كما يقول الضابط. وتعتبر العمليات العسكرية الامريكية في مناطق القبائل والغارات التي تقوم بها طائرات تجسس موجهة ضد من يقول الامريكيون انهم افراد القاعدة وطالبان الباكستان من القضايا الحساسة المؤثرة على موقف الحكومة الباكستانية وعلى موقف الرأي العام الباكستاني من امريكا حيث لوحظ في زيادة المشاعر المعادية للولايات المتحدة هناك وستزيد هذه المشاعر حدة حالة اشير ولو تلميحا لدخول قوات خاصة 'راجلة' الاراضي الباكستانية لانه يمس مسألة سيادة الباكستان على اراضيها. ويبدو الموقف واضحا عندما تم الاعتراف بحادث واحد في ايلول (سبتمبر) 2008 مما حدا بالخارجية الباكستانية الى شجبه.
ويعتقد ان العملية هذه كانت واحدة من اربع عمليات اضافة لعمليتين استهدفت فيهما الولايات المتحدة من قالت انها اهداف ثمينة من القاعدة وطالبان قرب الحدود مع افغانستان. وفي واحدة من هاتين العمليتين سقطت طائرة التجسس، ولكن نجحت العملية الاخرى وقامت القوات الامريكية بارسال قوات خاصة لنقل الطائرة المحطمة لانها لا تثق بالقوات الباكستانية ولخوف الامريكيين من اخذ الباكستانيين القطع ومن ثم تجميعها. وتثير الطبيعة السرية للهجمات شكوك الطرف الباكستاني الذي يحاول فهم المطالب الامريكية الاخيرة الداعية لتوسيع الحرب على القاعدة وتلك التي ضمنت في الاستراتيجية الامريكية الاخيرة المتضمنة حزمة مساعدات مالية على مدى خمس اعوام. ويشار الى ان تفكيك وتشويش عمل القاعدة وطالبان في باكستان هو الجزء الذي لم يشر اليه الرئيس الامريكي باراك اوباما الشهر الماضي حيث اعلن عن زيادة في اعداد القوات الامريكية بأفغانستان وارسال 30 الاف جندي جديد يصلون الصيف القادم.
وتعتقد الادارة الامريكية ان قيادة طالبان الافغانية تنشط وتختفي داخل الحدود الباكستانية حيث تمتد الحدود بين البلدين على مسافة 1600 ميل. وكانت الادارة الامريكية قد بعثت في الاونة الاخيرة بعدد من المسؤولين البارزين الى باكستان لحث اسلام اباد على اتخاذ خطوات ضد سراج الدين حقاني وهو قيادي طالباني باكستاني يتمركز في شمال وزيرستان اما الامر الثاني فهو توسيع عمليات طائرات التجسس الامريكية وغاراتها في الاقليم الغربي، بلوشستان.
ونقلت صحيفة 'الغارديان' البريطانية عن مسؤول باكستاني يصف الحاجة الامريكية الملحة بقوله 'هذا وقت المضغ بالنسبة لاوباما'، مضيفا ان نبرة اوباما تتميز بالانذار اكثر واكثر وتفول 'اما ان تفعلوها او نفعلها'.
وكان احد مستشاري القوات الخاصة السابقين بافغانستان، سيث جونز قد دعا في مقال له نشرته 'نيويورك تايمز' الى نقل الحرب الى باكستان وقال فيه ان الحرب في افغانستان التي تقودها طالبان تدار وتشن من داخل اقليم بلوشستان، حيث يقوم مجلس شورى الجماعة بكويتا والذي يضم 15 مسؤولا في الحركة بزعامة ملا محمد عمر باتخاذ القرارات.
وكتب قائلا ان 'كل الاجتماعات المهمة لطالبان تعقد في الاقليم وان عددا كبيرا من مسؤوليها البارزين يقيمون فيها اي بلوشستان. لكن مطالب امريكا وجدت معارضة داخل كل من قيادة الجيش والاستخبارات. فيما نقل عن مسؤول بارز في استخبارات اي اس اي الباكستانية قوله ان الوكالة الباكستانية المهمة تقوم بملاحقة القاعدة في بلوشستان، مشيرا الى اكثر من 600 عملية مشتركة بين اي سي اي والاستخبارات الامريكية 'سي اي ايه' وفقط في العام الماضي. ويقول المسؤول انهما اي المخابرات الامريكية والباكستانية تبحثان عن اشخاص للقتل والاعتقال ويعتمد كل طرف على الاخر.
وتحدث المسؤول قائلا ان الجيش الباكستاني يعمل فوق طاقته ومتمدد على اكثر من جبهة. مشيرا الى انه لا يستطيع القتال في اكثر من جبهة. فمنذ الصيف يخوض الجيش معارك داخل جنوب وزيرستان المنطقة التي تعتبر معقل طالبان باكستان. ويتهم الجنرالات الامريكيون الجيش الباكستاني بقيامه بلعب 'لعبة مزدوجة'،فمن ناحية يغض الطرف على 'طالبان افغانستان' واقامتهم في بلوشستان لانه يعتبرهم رصيدا استراتيجيا من اجل مواجهة التأثير الهندي في افغانستان ومن ناحية اخرى يواجه طالبان الباكستان. ويرفض المسؤولون الاستخباراتيون الاتهامات ويقولون ان الامريكيين يجعلون من باكستان 'كبش الفداء' والقاء فشل قواتهم على الباكستانيين. واضاف المسؤول انه خلال العام كانت هناك سلسلة من المعلومات الامنية حول مجلس كويتا وحقاني ولكن ' اذا كان الامريكيون متأكدين من وجود ملا عمر في كويتا او كراتشي فلماذا لا يخبرونا عن مكان وجوده'.
ورفضت الاستخبارات الامريكية التعليق على الاخبار، مشيرة انها كقاعدة لا تعلق على علاقة الوكالة مع الوكالات الامنية الاجنبية.
وتقول 'الغارديان' ان الموقف الحاسم والشديد من بلوشستان يفترق مع الموقف البريطاني الذي يتميز بالنبرة المنخفضة مع ان اقليم بلوشستان لا يبتعد كثيرا عن اقليم هيلمند حيث يرابط 9 الاف جندي بريطاني هناك. وتردد مسؤول بريطاني بانتقاد باكستان مشيرا الى ان بلوشستان تعتبر منطقة مهمة.
ومع ذلك تنشط القوات الخاصة البريطانية 'اس اي اس' في المنطقة. وبحسب ضابط الناتو السابق فوحدات اس اي اس كانت ناشطة في بلوشستان عامي 2002 و 2003 وربما بعدهما حيث كانت تهاجم مهربي المخدرات. واشار ان اقليم بلوشستان كان من المناطق المهمة في حينه.
وعلى الرغم من استجابة واشنطن حتى الان للمطالب الباكستانية تجنب ارسال طائرا تجسس لبلوشستان لكن المعادلة قد تتغير حالة زيادة عدد ضحايا الجنود الامريكيين. ونقل عن مسؤول امريكي قوله' قد نصاب بالتعب ونقول لهم 'تعلمون ماذا سنرسل مع طائرة التجسس، نرسل صواريخ موجهة لقتل ملا عمر وعصابته في كويتا' وبعدها سنرى ماذا سيحدث'.
ويعتبر اقليم بلوشستان من اكبر اقاليم باكستان واقلها سكانا واغناها بالمصادر الطبيعية من ناحية الرصاص والغاز الطبيعي وربما النفط. وينظر اليه المهربون على انه الطريق السريع لنقل الهروين من افغانستان للخارج. ويظل الاقليم من المناطق المتمردة حيث تطالب جماعات باستقلاله، لكن اهميته بالنسبة للامريكيين تنبع من التقرير الذي اعده قائد القوات الامريكية والناتو في افغانستان، الجنرال ستانلي ماكريستال وقدمه في ايلول (سبتمبر) الماضي للرئيس اوباما ووصف فيه مجلس شورى كويتا بمجلس الحرب الذي يتزعمه ملا محمد عمر ونائبه ملا بدر الدين وقائده العسكري عبدالله زاكر وهو المجلس الذي يحدد مسار الحرب ووتيرتها.
وقال ماكريستال ان المجلس يمثل تهديدا كبيرا للقوات الغربية ويخطط لعمليات عام 2010.
وكالة أنباء بلوشستان المحتلة
http://balochistan4baloch.blogspot.com/
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق